الهجرة غير الشرعية

 عرض بعنوان: الهجرة غير الشرعية PDF

الهجرة غير الشرعية PDF

مقدمة : 
إن التحولات التي عرفها العالم في نهاية الحرب الباردة جعلته يواجه أنماطا جديدة من مصادر التهديد التي ليست بالضرورة عسكرية أو تقليدية أو نظامية والتي كانت متمثلة في السباق نحو التسلح والصراعات الداخلية، فالتهديدات الأمنية الجديدة تتسم بكونها غير مرئية  وغير واضحة وغير مادية، وغير نظامية، وتعتبر من أكثر التهديدات الأمنية الجديدة، الارهاب، الإتجار بالبشر، والإتجار بالمخدرات، والهجرة غير الشرعية، وتعد هذه الأخيرة من أكثر المشاكل التي تعرقل الأمن بصفة عامة في كثير من الدول والتي هي موضوع  دراستنا. 
لقد باتت الهجرة تطال جميع البلدان العالم، ذلك أن جميع الدول ذات السيادة مثل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، تمثل الدول استقبال للهجرة، بحيث يقرر بعض الأشخاص، رجالا ونساء وأطفالا وشبابا، الهجرة فرادى أو جماعات، بهدف تحسين  أوضاعهم المعيشية والبحث عن فرص جديدة أو سعيا إلى تحقيق أهدافهم ومشاريعهم  الخاصة التي لا يجدون سبيلا إلى إنجازها في بلد أو منطقة الإقامة. 
وفضلا عن ذلك، شهدت الهجرات الدولية تحولات عميقة منذ تسعينات القرن الماضي تحت  تأثير التحولات الكبرى المرتبطة بنهاية الثنائية القطبية الجيوسياسية وظهور العولمة الاقتصادية، وكان النموذج الذي ساد في السابق مفسرا تدفقات الهجرة يستند إلى تنقيل  رجال ونساء من بلدان كثافة سكانية مرتفعة وموارد غير كافية، إلى بلد أقل سكانا ويتمتع بموارد استغلالها وقد جرى هذا التنقيل، مخلا الاستثناءات جد قليلة، داخل مجالات تأثير القوى العظمى، وهو الأمر الذي كان يحدد طريق الهجرة ووجهات التنقلات البشرية. 
إلا أنه فى العقدان الأخيرين شهدت غالبية الدول، سواء منها المتقدمة أو السائرة في طريق النمو، فرض قيود أكثر قسوة وصرامة على تدفقات الهجرة، حيث تزايدت، بوجه عام، صعوبة حصول المرشحين للهجرة عل التأشيرة لدخول بعض البلدان، وتبعا لذلك، يجري  جزء متزايد من الهجرة الدولية خارج نطاق الطرق المنظمة وبالتالي من دون حماية  القانون، وهي ما يطلق عليها الهجرة غير الشرعية. 
وهكذا تعمل الاف الشبكات التي تنشئها الأفراد والمنظمات الإجرامية على نقل الأشخاص  بدون وثائق من بلد إلى اخر عن طريق البحر والجو والبر، للتحايل على القيود المفروضة من طرف الدول على تنقل الأشخاص. 
والهجرة غير الشرعية في معناها العام هي التسلل عبر الحدود البرية، البحرية والإقامة  بدولة أخرى بطريقة غير مشروعة، وتكون الهجرة في أساسها قانونية وتتحول فيما بعد إلى غير شرعية، وما يعرف بالإقامة غير الشرعية. 
أما التعريف القانوني للهجرة غير الشرعية يقصد بها اجتياز الحدود دون موافقة السلطات الدولة وكذا الدولة المستقبلة، فلأجنبي لا يملك حق الدخول إلى أي بلد إلا وفقا للقوانين بلده وقوانين البلد المستقبل وذلك بالقيام جميع الإجراءات القانونية اللازمة للهجرة لتكون عملية  انتقاله  شرعية وفي غياب ذلك يصبح انتقاله غير شرعي أيا كانت الوسيلة المستعملة في  ذلك، سواء بتزويره الوثائق أو غيرها سواء كان ذلك برا أو بحرا أو جوا، ويكون ذلك بعيدا عن المراقبة الأمنية الجمركية.  

نتيجة لذلك تضافرت جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة هذه الظاهرة عن طريق إبرام اتفاقيات دولية في هذا المجال، وإنشاء أجهزة وآليات لمكافحة الهجرة غير الشرعية. 
والمغرب باعتباره موقعه الإستراتيجي هو جاذب ومعبر للهجرة وقبل ذلك فهو مصدر للهجرة النظامية والسرية، زاد الإقبال عليه من قبل المهاجرون وخاصة الإفريقيون، كذلك بسبب مجموعة من الأسباب تجعل المغاربة يهاجرون سريا، أما هذا الوضع جعل المغرب  أيضا إلى بدل جهود لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بما فيها قانونية ومؤسساتية. 
هذا الوضع فرض على المجتمع الدولي عامة والمغرب خاصة بدل الجهود لمكافحة الهجرة غير الشرعية التي ترتكز على المقاربة الأمنية بالأساس، وهذا ما سيكون موضوع دراستنا من خلال رصد أهم أسباب ومخاطر الهجرة غير الشرعية، ورصد الجهوذ المبذولة دوليا، ووطنيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية. 
وتكمن أهمية الموضوع في تسليط الضوء على واحد من أهم القضايا الأمنية المعاصرة لما لها بعض المخاطر على المجتمع وتهديد استقرارها، كما لها بعد حقوقي واقتصادي وسوسيولوجي، كما انها ظاهرة تبرز بشكل متزايد وهذا يطرح على المجتمع الدولي تحديات. 
وتبعا لذلك يمكن طرح الإشكالية التالية: 
هل استطاع المجتمع الدولي والمغرب على حد سواء من مكافحة الهجرة غير الشرعية ؟ 
وتتفرع عن هذه الإشكالية الأسئلة التالية: 
- ما هي أسباب الهجرة غير الشرعية ومخاطرها ؟ 
- ما هي الجهود الدولية المتبعة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ؟ 
- ما هي الجهود الوطنية المتبعة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ؟ 
وللإجابة على هذه الإشكالية سنتعمد التصميم التالي: 

المبحث الأول: أسباب الهجرة غير الشرعية وأثارها. 
المبحث الثاني: سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية. 

---------------------------
لائحة المراجع :

• المقالات و المجلات : 
- محمد الهزاط ، الإدارة الأورومتوسطية لقضية الهجرة غير النظامية ، المجلة الأفريقية للعلوم السياسية.  مغرب التوازنات المصدر المحطة والمعبر المهاجرون اللاجنون مقال منشور بالمجلة القانونية العدد السادس طبعة 2012 . 
- اية الية لحماية حقوق المهاجرين ، الاستاد عبد الله اوى مجلة العلوم القانونية العدد السادس طبعة 2018 . 
- باسم سامي محمود الشجلاوي ، الهجرة غير الشرعية من الدول افريقيا الى اوروبا الاسباب و الاثار ، مجلة الدراسات الافريقيا وحوض النيل العدد الخامس سنة .2019 
- السراني ( عبد الله سعود ) العلاقة بين الهجرة غير مشروعة و جريمة تهجير البشر و الاتجار بهم ، مقال في كتاب ، مكافحة الهجرة غير مشروعة ، الطبعة الاولى الرياض ، جامعة نايف للعلوم الامنية 2OlO . 
محمد البزاز الحماية الدولية للمهاجرين المغربيين في اوروبا مركز الدراسات والبحوث حول الهجرة المغاربية 2006 . 

• الأطروحات و الرسائل : 
- فايزة بركان ، اليات التصدي غير الشرعية ، رسالة لنيل شهادة الماجستير في علم الاجرام و العقاب ، جامعة الحاج لخضر باتنة ، كلية الحقوق و العلوم السياسية ، سنة 2011 - 2012 . 
- غازي عبد الرحمن القصبي ، العولمة و الهوية الوطنية ، مكتبة العبيكان ، الرياض 2002 . 
- شوقي ذياب ، صبرين بوعكاز ، البعد الامني للهجرة غير الشرعية ، في منطقة الغرب المتوسط دراسة حالة المغرب نموذجا رسالة لنيل الماستر في العلوم السياسية ، تخصص دراسات الاستراتيجية ، جامع العربي التيسي - تبسة ، كلية العلوم و الحقوق السياسية ، سنة 2016-2015. 
- نبيل زكراوي ، التعاون الاورومغربية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بعد احداث مدريد 2004/03/11 ، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة المتخصصة قانون عام كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية ، جامعة سيدي محد بن عبد الله فاس ، 2008/2007 . 
- رؤوف قميني ، اليات مكافحة الهجرة غير الشرعية ، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع - الجزائر ، 2016 
- الحرير غزلان ، الهجرة غير النظامية بين المغرب و الاتحاد الاوروبي ، رسالة لنيل دبلوم الماستر سنة 2019 .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -