الرياضة و البئية الطبيعية في التشريع المغربي

مقال بعنوان: الرياضة و البئية الطبيعية في التشريع المغربي

الرياضة و البئية الطبيعية في التشريع المغربي
    
مقدمة :
يعتبر الإنسان محور البيئة و عمودها الفقري وصحته من كمال البيئة الطبيعية و اتزانه من اتزانها من جهة ، و أيضا من جهة أخرى اهتمام المجتمع في الآونة الأخيرة بسلامة الإنسان الجسدية و النفسية، عساه ينقد ما دمره تقدمه الصناعي ، وما خلفه من تلوت أضعف بنية الإنسان و سلط عليها الأمراض و الأوبئة.
فأصبحنا اليوم نلاحظ كثرت الحديث عن الرياضة و جعلها السبيل في تحقيق و ترميم صحة الإنسان ، باعتبارها تنمي قدراته الفكرية و الجسدية ،و ذلك من خلال إنشاء المركبات الرياضية في مساحات شاسعة كالملاعب و اعتماد العشب الصناعي بدل العشب الطبيعي أرضية لهذه الملاعب غافلين تأثيره على البيئة من جهة و على من يرغبون حماية صحته من جهة أخرى ، و أيضا تنظيم التظاهرات الرياضية كالجري في الأماكن العامة الغير المخصصة لذلك، و ما ينتج عنه من إتلاف لمعالم الكائنات الحية المتحجرة من خلال دعسها في مناطق كثيرة يجري فيها المتسابقون ، بالإضافة إلى إتلاف العديد من أنواع الأعشاب و النباتات خصوصا البرية منها، ناهيك عن ما تخلفه المدرجات الخاصة بسباق السيارات من تلوت للهواء وضياع المساحات التي قد تستغل لتكون متنفسا لكوكبنا الغالي، الذي يعد الإنسان جزء لا يتجزء منه.
وكل هذا التدمير للبيئة متجاهل أمام شعارات أهمية الرياضة وضرورتها في سلامة الإنسان، فهل بتجاهله هذا يعكس ثقافته المريضة التي تحتاج إلى تقويم اعوجاجها ؟ فالرياضة عليها أن تكون قيمة مضافة للبيئة في شتى مجالاتها لأن الرياضة دون فضاء بيئي ملائم لها ستكون كالعدم.
فالإنسان والرياضة و البيئة معادلة صعبة محورها الإنسان و غايتها الإنسان و جوهرها الإنسان ومن هنا نتساءل ما هو دور الذي تقدمه البيئية الطبيعية في تنمية و تقدم الرياضة في حضور الإنسان الذي يعد القاسم المشترك بين هذين العنصرين ؟ 
و لإجابة عن هذا التساؤل سنقوم بتقسيم موضوعنا إلى قسمين: 

أولا: الإطار المفاهيمي للرياضة والبيئة الطبيعية
ثانيا : الرياضة قوة رأسمالية غير مادية وآليات حماية البيئية الطبيعية 


أولا: الإطار المفاهيمي للرياضة والبيئة الطبيعية 

سوف نتطرق في هذا القسم إلى مفهوم الرياضة والبيئة الطبيعية( 1) على أن نتطرق في( 2) إلى علاقة الرياضة بالبيئة الطبيعية.
1- مفهوم الرياضة والبيئة الطبيعية
+ مفهوم الرياضة:
عرفت الرياضة تطورا كبيرا حيث انتقلت من اللعب إلى الألعاب ثم إلى الرياضة التي تحتوي على قوانين وعلى قواعد لممارستها. والرياضة بمفهومها الحديث عرفت انتشارا واسعا، حيث يمارسها جل أفراد المجتمع: أطفالا، رجالا ونساء نظرا للدور الفعال والنتائج الإيجابية التي أدت إليها.
وكلمة الرياضة حسب التعريف اللغوي، مصدر مشتق من راض: راض يروض روضا ورياضة ورياضا وراض المهر.
والرياضة اصطلاحا هي إعمال عضلات الجسم لتقويتها وتعني كذلك استبدال الحال المذمومة بالحال المحمودة، وكذا تهذيب الأخلاق النفسية، وخلوة أيام للعبادة والتفكر فيها توجيه على المؤمن حقائق الإيمان( [1]).
ولقد عرفها علماء الإجتماع والفلاسفة بأنها، نشاط بدني يطبق في تظاهرة حسب قواعد جامعة معينة، وحسب البارون "بيير دوكوبرتان" فالرياضة هي الشعيرة الطوعية والعادية للتمرين العضلي المكثف المدعم بالرغبة في الإرتقاء مع إمكانية الوصول إلى المجازفة.
ويعرف "ماتفيف" "Mat veyev"" الرياضة بأنها "نشاط ذو شكل خاص جوهره المنافسة المنظمة من أجل قياس القدرات وضمان أقصى تحديد لها" وبذلك فإن ما يميز الرياضة هو قيام على فكرة النشاط التنافسي.
وبالنسبة "Roger Abrams" فالرياضة هي "المنافسة المنظمة والنشاط البدني الذي يتفاعل فيه المشاركون وفقا لقواعد محددة سلفا" فالمنافسة ضرورية في منافسات الفرق بدلا من التعاون، وتزود قواعد اللعب –قوانينه الداخلية- هندسة لمستوى اللعب، مثلا كرة القدم لا يمكن تصنيفها كرياضة إذا ما كانت المباريات بين فريق يضم 11 لاعبا وآخر يضم 7 لاعبين( [2]).
فمن خلال التعريفات السابقة يمكن استنتاج وجود إجماع منعقد حول معياريين أساسيين هما المنافسة( La compétition) والقاعدة(La règle)، وبالتالي فإنه لم يعد هناك محل للممارسة من أجل ملئ الفراغ، لأن درجة التنظيم التي تحكم المقارنة التنافسية تدفع إلى النظر للرياضة كنظام مؤسساتي حقيقي.
أما فيما يتعلق بالتعريف القانوني، يعتبر جان "لوب أول" من نظر إلى الرياضة من خلال حجمها التنافسي المنظم والمؤسساتي، لأن نظرية المؤسسة كانت بمائدة لدى فقهاء القانون العام فقد جمعوا أربع معايير للتعريف بها، وتتجلى في نشاط بدني( Activité physique) البحث عن النتيجة( Recherche de performance)  والمنافسة (Compétition).
أما فقه القانون الخاص فهو أقل تجانسا، ذلك أن بعض الفقهاء لا يعيرون اهتمام للنشاط البدني لكن ينتهون إلى أهمية التنظيم والمنافسة والقاعدة.
وأخيرا يمكن الحديث عن الرياضة في الإسلام، فمن جماليات دين الإسلام أندين الشمولية، ومن دلائل شموليته أنه اهتم بالإنسان روحا وبدنا، عكس فلسفة الإغريقالتي تفصل ما بين العقل والجسم، فوفر للروح حاجتها وأسباب سعادتها، وفي ذات الوقت لم يهمل البدن وعوامل قوامه وقوته( [3]).
ومن مشهور كلام النبي صلة ﷲ عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى ﷲ من المؤمن الضعيف وفي كل خير" رواه مسلم وقال أيضا "وإن لجسدك عليك حقا "رواه مسلم وغيره( "2).
فالتربية البدنية والرياضية أحد النظم المهمة للتربية الإسلامية وذلك لقوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل( "[4]) وقدر النبي صلى ﷲ عليه وسلم القوة بالرمي فقال "ألا إنما القوة الرمي"
+ مفهوم البيئة الطبيعية:
يتبين من خلال الإطلاع على بعض الدراسات المتعلقة بالبيئة أن الباحثين قد تطرقوا إلى كل من التحديد اللغوي والإصطلاحي.
فمن الناحية اللغوية فيعود الأصل اللغوي لكلمة بيئة في اللغة العربية إلى الجدر "بوء "الذي أخذ من فعل الماضي وقد انتقد F.Cabllero هذا التحديد لعدم دقته ، وهو بالنسبة Pierre Jéorgé لا يميز بين البيئة والحضارة كما اعتبره Lamarques
أوسع من اللازم لأنه يدخل كل شيء في البيئة التعليم الترفيه والأنشطة الرياضية والنقل والمواصلات وطرق نشر الأفكار والفنون والطب والصحة والإجرام وفن الأكل والجنس.
واقترح Lamarques مفهوم ضيقا للبيئة حيث يؤكد على أن مضمون البيئة هي الحالة التي يصبح فيها عنصر طبيعي مثل الماء والهواء ناقلا إذايات كفيلة بالإخلال بالتوازن النفسي والجسدي للإنسان( [5]).
وجاء ذكر البيئة في القرآن الكريم انطلاقا من قوله تعالى " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ ("[6]).
أما من الناحية الاصطلاحية فليس هناك تعريف واحد للبيئة يبين ماهيتها ويحدد مجالاتها المتعددة، فقد عرفها مجلس الدولة للغة الفرنسية بأنها مجموعة العوامل الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية بأن يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على الكائنات
الحية والأنشطة الإنسانية في فترة زمنية معينة( [7]).
وهناك من عرفها بأنها الوسط المادي والبيولوجي والطبيعي والاصطناعي المحيط بالإنسان والخلاصة أن تعريف البيئة يكتنفه الغموض والاختلال حول تحديد مفهوم البيئة كما أن مفهومها ترتبط به مجموعة من المصطلحات إما مرادفة أو مكملة
أو مشابه له مما يترتب عن ذلك من غموض كالإيكولوجيا والطبيعة ونوعية الحياة والملك المشترك ([8]).
2- علاقة الرياضة بالبيئة الطبيعية
البيئة المثالية من الأسس الرئيسية خلق رياضة مثالية وإن هذه الأخيرة منشأنها المساهمة في خلق بيئة نظيفة صالحة للعيش على كوكب الأرض وهذا ما يؤكد التكامل والانسجام بين كل من الرياضة والبيئة.
وفي هذا الصدد يقول البعض بأن المنشآت الرياضية وكيفية تصميمها وإدارتها والحفاظ على نظافتها بالقدر الذي يضمن توفير الطاقة الكهربائية وإتباع أساليب الري الذي يضمن عدم هدر المياه واستثمار النجوم البارزين في المجال الرياضي لدعم التحملات الترويجية للحفاظ على البيئة، وكذلك استغلال المنشآت الرياضية كالصالات المغلقة لنشر الوعي التثقيفي من خلال الإعلانات الإرشادية، وغير ذلك من الأفكار والممارسات الفعلية التي تخلق من الرياضة رائدا أساسا للإرتقاء بالوعي البيئي( [9]).
ويقول البعض بأن سطوع ضوء الشمس وتردي ظروف التزلج هي من المتغيرات البيئية التي تقلق الرياضيين كما توصل إلى ذلك التحالف الرياضي العالمي بدعوة برنامج الأمم المتحدة وذكر أن ثلث الرياضيين أجبروا على تغيير الطريقة التي يمارسون بها أنشطتهم نتيجة المخاوف البيئية، قد تؤدي إلى خطر الإصابة نتيجة لحروق الشمس وهناك من اللاعبين من يتوجهون إلى الأرياف قصد الابتعاد عن المدن التي أصابها التلوث( 2).
وهكذا فإن الإنسان الذي يقدم على قطع أشجار الغابات محولا أراضيها إلى مصانع ومعامل وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات، وهذا في مجملها فعالة في الإخلال بتوازن الوسط البيئي وفي نهاية المطاف على نهاية الإنسان الطبيعي وبالتالي على نهاية الإنسان الرياضي وكمثال على ذلك: فإن للغابة علاقة جديدة الصلة بالإنسان، فإزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي، وخصوصا في التوازن المطلوب بين نسبتي الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون في الهواء، وهذا سيؤثر بالتالي على الإنسان الرياضي.
إن الإنسان الرياضي هو كائن حي يعيش على الأرض وهو يحتاج الأكسجين لنفسه للقيام بعملياته الحيوية الرياضية وهذا يتطلب مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غدائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية، والماء الصالح للشرب الذي يمكنه من الاستقرار في الحياة([10]).
وفي الأخير يمكن القول بأن المحافظة على البيئة، وفي إطار الممارسة الرياضية يلاحظ أن المجال الحيوي لممارسة الرياضة يعتمد بالأساس على مكونات البيئة، من مجال حيوي وبحري وجبال وشواطئ ورمال وأنهار وغابات ومساحات خضراء.
ومن هنا يتبين لنا أن كل نوع رياضي يمارس في المجال المخصص به وبالتالي فأي إهمال أو مبالغة في الاستعمال دون استعمال الشروط البيئية يؤدي إلى الإضرار بعنصر من عناصر البيئة.

ثانيا : الرياضة قوة رأسمالية غير مادية وآليات حماية البيئية الطبيعية

سوف نتناول في هذا القسم إلى التحدث عن مشاكل و حلول للرياضة المغربية باعتبارها قوة رأسمالية غير مادية( 1) على أن نتطرق في( 2) آليات حماية البيئة الطبيعية.
1- مشاكل و حلول للرياضة المغربية كقوة رأسمالية غير مادية
قبل الخوض في التحدث عن آليات لحماية الرياضة فلا بد أن نتحدث عن معيقات و المشاكل التي تقف حجرة عثرة أمام الرياضة المغربية و التي هي عديدة يصعب حصرها لكن سنحاول التحدث عن أهم هذه المشاكل:
1- ضعف الموارد المالية : تعتبر هذه الصورة من أهم الأسباب التي تعاني منها الرياضة المغربية حيث نجد أغلب الألعاب الرياضة تعاني من هذا المعطى الحيوي حيث سنأخذ على سبيل المثال نموذج كرة القدم التي تعتبر الرياضة الأكثر شعبية في العالم و المغرب كذلك , حيث نجد الواقع المعيش يعطينا صورة واضحة عن الحالة التي تعيشها أغلب الفرق الوطنية من الخصاص المالي و يكون هذا من أسباب التي تؤدي إلى تراجع النتائج.[11]
2- غياب تكوين مستمر للموارد البشرية : حيث يعد هذا العامل من أهم أسباب ضعف الرياضة الوطنية حيث نجد أن أغلب القطاعات الرياضة تعرف نسبة هامة من مؤطرين يدخلون في إطار خانة الشيخوخة دون التفكير في تكوين جيل جديد يساهم في تطوير و التقدم بالرياضة الوطنية.2
2- غيابات المساحات الخضراء : اضافة الى صور التي تطرقنا لها أعلاه هناك هذه صورة التي تعتبر من اهم العوامل التي تسببت للرياضة الوطنية تراجعا في الآونة الاخيرة خصوصا في المجال الحضري و كنموذج على ذلك مدنية سلا و التي كانت فيهما سبق مدينة تعرف مساحات شاسعة من المساحات الخضراء أصبحت في يومنا هذا تضمحل على حساب العمران الشيء الذي ينعكس على المواطنين لهذه المدينة لاستفادة من هذا الآيات التي أنعم ﷲ علينا.[12] 
3- غياب الحكامة : يعتبر هذا المفهوم من المفاهيم التي يتعين على قطاعات الرياضية المغربية أن تستعملها لما لها من دور ايجابي في تحسين مردودية الرياضة و تطريها في افق تحقيق نتائج جيدة في المستقبل بعيدة عن تسيير العشوائي الذي يعود بنتائج سلبية[13] 
وبعدما تطرقنا إلى أهم المشاكل التي تعاني منها الرياضة الوطنية فإننا سنقوم الآن بالتحدث عن الحلول للرياضة الوطنية
1- خلق مؤسسات دراسة و الرياضة : أو ما يعرف ب sport étude » «على غرار الدول الأوربية حيث تتيح هذه الإمكانية تحقيق الامرين معا و هما تكوين دراسي عالى و كذلك رياضي أو على الأقل أحد منها و بالتالى تحقيق الاستفادة من هذا الفرد في الأول و الأخير و بالتالي لا يكون عرضة للضياع.3
2- دعم الدولة : تعتبر الدولة الإطار العام الذي يتعين أن تساعد الرياضة المغربية و ذلك عن طريق دعمها و توفير لها الظروف المواتية لكل رياضة حسب مقوماتها لتحقيق الأهداف المتوخاة كبناء مركبات رياضية متعددة الاختصاصات لتكون منبت و مشتلا لأبطال الغد على غرار الدولة الأجنبية.4 
 3- دعم المقاولات : تعتبر هذه المؤسسات المعنوية الإطار الخاص الذي يتعين عليه أن يساعد الرياضة لما لها من إمكانيات مادية يمكن أن تستثرهما في هذا المجال الغير المادي و الذي سيحقق مكتسبات عديدة حيث تعود عيها بالنفع في الأخير.5
4- إنشاء ملاعب بيئية : إن العالم يعرف طرفا نوعية في المجال الصناعي الشيء الذي يؤثر على المعطى البيئي و ذلك لأهمية هذا المعطى أصبحث العديدة من الدول تفكر في بناء مركبات رياضية تحترم البيئة و خير دليل على كلامنا دولة قطر أن كل الملاعب التي ستستضيف فيها كل مباريات كأس العالم في سنة 2022 وفق المعايير التي تحترم البيئة لأن هذا المشروع الرياضة سيساهم لا محالة في تطوير ورفع من مرد ودية الرياضة بصفة عامة والرياضيين بصفة خاصة.[14]
5- اليوم العالمي للرياضة : يعتبر السادس أبريل من كل سنة يوم عالمي للرياضة حيث كان فكرة من طرف المغربي كريم لحلو المسير الرياضي و الإعلامي المغربي المعروف كمال لحلو صاحب هذا الاقتراح الوجيه الذي قدمه باسم المغرب ودافع عنه في العديد من المنتديات الدولية منذ سنة 2011 والذي تم اعتماده رسميا من طرف اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمة الأمم المتحدة. وفي نطاق هذا يتعين الاستفادة من هذا اليوم الرياضي للقيام بحملات تحسيسية لتوعية المواطنين بأهمية الرياضة على الصحة وذلك عن طريق تعليق ملصقات و قيام بإشهارات إعلانية في مختلف وسائل الأعلام . 
عقد ندوات عن طريق إشراك جميع فعليات المجتمع كأطباء متخصصين رياضيين سابقين إلى غير ذلك للتحدث عن أهمية الرياضة في المجتمع بصفة عامة والفرد بصفة خاصة.2
6- الرسالة الملكية: تعتبر الرسالة الملكية خريطة الطريق الرياضة المغربية و التي تم عرضها في مؤتمر الذي عقد بالصخيرات سنة 2008 حيث أعطى من خلالها الملك محمد السادس الخطوط العريضة التي يتعين على الرياضة الوطنية الاعتماد عليها من اجل تطوير الرياضة و تحقيق نتائج المرجوة.[15]
الرياضة السياحية: إن الرياضة تعتبر من أهم الموارد المالية للسياحية و ذلك عن طريق قيام بملتقيات سواء وطنية أو دولية رياضية الشيء الذي يعود على الاقتصاد الوطني بربح مادي مهم وذلك عن طريق خلق رواج الاقتصادي وتسويق صورة الوطن بصورة ايجابية عند الأجانب الشيء الذي يدفعهم إلى المجيء إلى أرض الوطن لتعرف على خيرات هذا الوطن و لما لا قيام باستثمارات و الذي قد سيساهم في جلب رؤوس أموال أجنبية أخرى و بالتالي استفادة القطاع السياحي بصفة خاصة و الاقتصاد بصفة عامة.[16]
2- آليات حماية البيئة الطبيعية
تعتبر البيئة الطبيعية المجال والمكان بل الحضن الدافئ للممارسة أي نشاط أنساني ،وتعتبر الرياضة من الأكثر الأنشطة الت ي تم ارس داخل البيئة النظيف ة باعتبارها فن الحفاظ على صحة ورشاقة الإنسان وحمايته من الأمراض المحدقة به، لذلك نجد هناك علاقة متأثرة بين الرياضة والبيئة الطبيعية، والحفاظ على الرياضة رهين بالحفاظ على البيئة.
ولتحقق هذه الغاية الأخيرة هناك مجموعة من الآليات أو كآليات الضبط الإداري البيئي2 وتقنيات الاقتصادية والمالية3.
آليات الضبط الإداري البيئي:
تهدف إلية الضبط الإداري البيئي بالأساس إلى منع الاضطراب أو الإخلال بالنظام العام قبل وقوعه باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنعه، بمعنى أن مهمته مهمة وقائية استباقية بالدرجة الأولى على عس الضبط القضائي الذي يتدخل بعد وقوع الاختلالات ومن ثم توقيع الجزاء والعقوبات على المخالفين.
ويمكن تعريف الضبط الإداري بذلك النشاط الإداري الوقائي الذي يهدف إلى المحافظة على النظام العام ويباشره الإدارة عن طريق الأوامر والقرارات والإجراءات التي تتخذها[17].
وبالرجوع إلى المراجع ذات الصلة بالموضوع، نجدها تؤكد بان تقنيات الضبط الإداري البيئي تختلف فمنها ما يحظر النشاط كلاي، وهناك من يربطه بضرورة التوفر على ترخيص سابق أولا أو عن طريق التصريح، وفي حالة معينة تتدخل الإدارة يشكل مباشر عن طرقي الإجباري في حالة تهاوت أو امتناع عن اتخاذ الإجراءات الواجبة للمحافظة على البيئة من طرف الأفراد أو المؤسسات.

الحظر: 
يتمثل الحظ المطلق في منع الإتيان بأفعال معينة لما لها من أثار ضارة بالبيئة مغبات لا استاءا فيه ولا ترخيص بشأنه، وقد عرفه Jon catagneب انه المنع الكامل لنشاط معين من جانب سلطة الضبط، ويجب أن يظل هذا الإجراء استثمار في بلد يفهم فيه الضبط على انه التوفيق بين الحريات العامة والنظام العام.

الترخيص: 
ينصب الترخيص على نشاط لا يجوز للأفراد أو الجماعات الشروع في ممارسته ،بدون صدور إذن من السلطة الإدارية المختصة[18].
والحكمة في فرض الترخيص تكمن في كونه يمكن الإدارة من وقاية المجتمع من الخطر الذي يترتب عن ممارسة بعض الأنشطة.
ويعتبر الترخيص من بين أهم الوسائل التي تتوفر عليها الإدارة من اجل الحد من الحريات العامة، ل ذا ف ان إحداث ه لا يتم إلا بمقتضى ن ص تشريعي فضلا ع ن أن الفق ه والقضاء يتجهان إلى الحد من استعماله وتعليل ذلك هو أن الترخيص يعتبر إسناد من الأصل العام الذي هو الحرية.

التصريح: 
التصريح نوعان: تصريح سابق وأخر لاحق:
بالنسبة للتصريح الس ابق، أو ما يسمى بالإخطار فهو وسيلة م ن وسائل تنظيم ممارسة الحريات الفردية بقصد الوقاية مما قد يشنا عنها من ضرر.
أما بالنسبة للتصريح اللاحق: فهو الذي يسمح للإدارة بمقاربة الفعل الذي له أثار على البيئة ومن ثم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع التلوث أو التخفيف من حدته هذا الإجراء إلى حد ما يعد الأكثر تجاوبا واتفاقا مع الحريات العامة.
التنفيذ الجبري:
ويقصد به حق الإدارة في تنفيذ أوامرها على الأفراد بالقوة الجبرية دون حاجة إلى سابق إذن من القضاء، وتجد هذه التقنية تبريرها الشرعي في ضرورة إطاعة الأفراد للقانون[19].
الآليات الاقتصادية والمالية للمحافظة على البيئة:
تعد الآليات الاقتصادية والمالية من الآليات الأساسية الكفيلة بحث المقاولة على التقليص من حجم التلوث والإضرار بالبيئة الطبيعية، من خلال اعتماد برامج لمعالجة التلوث واستخدام وسائل الإنتاج النظيف وكذا المساهمة المالية إلى جانب الدولة والهيئات العامة الأخرى، في حماية النظام البيئي، وهو ما يعرف بمبدأ الملوث المؤدي.

خاتمة :
مما لاشك أن و عي الإنسان يعتبر من الأسس الرئيسية لخلق رياضة تتماشى وتخدم البيئة ، التي يعتبر الإنسان عنصرا لا يمكن أن يخرج من منظومتها ولن يتحقق هذا إلا بثقافة بيئية تستغل فيها الشعبية المحبة مثلا لنوع رياضي ككرة القدم في خلق بيئة نظيفة يصلح العيش فيها و هذا ما يؤكد وجود تكامل بين الرياضة و البيئة الطبيعية، فلما لا نستثمر شهرة النجوم في مجال الرياضة لتدعيم حملات التوعية للحفاظ على البيئة ، فأكيد فرياضة تعتبر عنصرا يؤشر على التنمية و خير دليل الملتقيات الرياضية و ما قد تساهم من نشر السلم على شتى المستويات و المجالات .
-------------------------------
الهوامش :
[1] - منجد الطلاب، دار المشرق، الطبعة 44، بيروت 1996 مأخوذ عن حفصة المومني، رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون المنازعات، "الجريمة الرياضية بين القانون الجنائي والقانون التأديبي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ،"ص 13.
[2] - حفصة المومني، "الجريمة الرياضية بين القانون الجنائي والقانون التأديبي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم "سنة 2014، ص 15.
[3] .18 حفصة المومني، مرجع سابق، ص - http://article.Islamweb.net - 2
[4] - سورة الأنفال
[5] - عبد المجيد السملالي "الوجيز في قانون البيئة" دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط، الطبعة الأولى 2006، ص 12.
[6] - سورة الحشر الآية 9
[7] - الشريف محمد سالم "تدخل المجتمع المدني في مجال البيئة نموذج الجمعيات" بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس أكدال الرباط، كلية الحقوق ،الطبعة الأولى 2006/2007، ص 3.
[8] - عبد المجيد السملالي، نفس المرجع، ص 15.
[9] www.Alwetanneurs.net - www.avedmag.com - 2 
[10] www.paeeps.ps -
[11] http://forum.kooora.com/?t=31290044 موقع - http://forum.kooora.com/?t=31290044 موقع 2
[12] http://maarifpress.com/news2568.html 
[13] http://rni.ma/?p=1403 موقع - http://www.maghress.com/assabah/4423 موقع - 3 http://alminbar-arriyadi.com موقع - 4 http://business.lesechos.fr/directions-ressources-humaines/0204227797836-les-entreprises-en- موقع - 5 -sport-de-haut-niveau-109622.php soutiendu 
[14] http://www.qna.org.qa موقع - /http://www.chouftv.ma موقع - 2
[15] - الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية للرياضة المنعقدة بالصخيرات 24 – 10 – 2008
[16] https://asaamy.wordpress.com موقع -
[17] عماد النيماوي: السياسة البيئية في المغرب.
[18] ماجد راغب الحلو" قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة، دار المطبوعات الجامعية ، طبعة 1996، ص:127
[19] عامل أبو الخير ، م.س.ص:262

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -