خصائص الإقتصاد الإسلامي

عرض بعنوان: خصائص الإقتصاد الإسلامي PDF

خصائص الإقتصاد الإسلامي PDF

مقدمة : 
الإسلام دين ودنيا، عقيدة وشريعة، نظام وعمل، لا يقف عند عمل القلوب ولا عند علاقة الانسان بربه، ولا علاقة الانسان بالآخرة لكن أوسع من ذلك وأعمق[1].فهو ينظم للإنسان حياته الدنيا جوانبها وجنباتها بالشكل الذي يكفل له حياة أخروية راضية وسعيدة[2].
وعليه تعتبر الشريعة الاسلامية مصدر كافة شؤون حياة المجتمع المسلم سواء تعلق الأمر بالعبادة أو المعاملات وكذلك الاقتصاد الذي ينهجه[3].
لقوله تعالى" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمي ن "[4]، ولسنا في حاجة للتذكير بأن القرآن الكريم كان المنبع الأساسي للعلوم الشرعية والاسلامية على اختلاف مشاربها وفي ذلك يقول الإمام السيوطي رحمه الله:" وإن كتابنا القرآن الكريم لهو مفجر العلوم ومنبعها، أودع فيه سبحانه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغي "[5].
غير أنه يروج أعداء الاسلام إلى فكرة ضد القرآن الكريم والاسلام مفادها أنه ليس في الاسلام اقتصاد، وأنه لم يتعرض القرآن الكريم لبحوث اقتصادية وهذا يعتبر نقصا فيه، وهذا كلام ليس واقعيا أبدا، إذ أن في تدبر آيات القرآن الكريم وقوانين الاسلام يكشف لنا عن اقتصاد متكامل يحل المشكلة الاقتصادية من أصلها ودليلها في ذل ك[6] "قوله سبحانه وتعالى "الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر ذائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار"[7].
فالإسلام يقرر ثلاثة أنواع للملكية عامة وخاصة وأخرى ملكية الدولة وهاته الأنواع كلها تعبر عن حالة طبيعية في الاقتصاد الاسلامي كالرأسمالية التي تعتبر المحلية العامة شذوذا ولا الماركسية التي تعتبر الملكية الخاصة شذوذا ومع هذا فإن القرآن يعتبرها ملكية الانسان على اختلاف أنواعها كلها وكل هاته الملكية تعود لله عز جلال ه[8] لقوله تعالى" آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ"[9]
وبهذا لن نكون مبالغين إن قلنا أن الجانب الاقتصادي في حياة الانسان قد احتل في القرآن الكريم موقعا كميا وكيفيا، ربما لم يحتله جانب آخر من الجوانب الدنيوية وذلك أم في المصطلحات ذات الطابع الاقتصادي وكيف تكرر ذكرها في القرآن الكريم: المال، الملك ،الرزق، الربا، التجارة، الميراث، الديون، المياه، البيع، الشراء، الصدقات، الابتغاء من فضل الله...[10]. وكنبذة تاريخية في اعتبار الاقتصاد الاسلامي حقيقة ثابتة وظهوره بشكل جلي سنة 2008 عند حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية وسببها كان نتيجة الفائدة "الربا" بشكل مرتفع حيث كانت تعتمد الأبناك الاقتصادية على المنهج الرأسمالي أو الاشتراكي، على غرار الأبناك الاسلامية في استثمارها للمال على المنهج الاسلامي بعيد عن الربا والفائدة.[11]
إذ يقول جاك أوستري: أحد العلماء الفرنسيين البارزين في الاقتصاد إن طريق الإنماء الاقتصادي ليس محصورا في النظامين المعروفين (الرأسمالي والاشتراكي) بل هناك مذهب ثالث اقتصادي راجع هو المذهب الاقتصادي الاسلامي وسيسود هذا المذهب عالم المستقبل لأنه طريقة كاملة للحياة المعاصرة وإن دل عن شيء إنما يدل عن القصور الذي يميز الاقتصاديين متأثر فقط بنوازع بشرية في حدود ظروف خاصة[12].
ولهذا فإن موضوعنا الحالي يمتاز بأهمية بالغة سواء على المستوى النظري أو العملي.
فبالنسبة للمستوى النظري: وجود مجموعة من الأحكام الاسلامية ذات الطابع العقائدي المتمثل في الكتاب والسنة.
أما على المستوى العملي: تتميز خصائص الاقتصادي الاسلامي ذات الطابع العلميالاسلامي لمجموعة من المميزات التي تمارس قوامها على ركائز إسلامية متينة.
وبهذا يطرح لنا تساؤلات فرعية من قبيل:
• ما هو الاقتصاد الاسلامي ؟
• وأين تتجلى أهم خصائص الاقتصاد الاسلامي ؟
• وعلى أي أسس ومبادئ يقوم عليها الاقتصاد الاسلامي ؟
ومن هنا تأتي إشكالية معالجة لموضوعنا الحالي مفادها:
❖ أين تكمن ملامح الاقتصاد الاسلامي وأهم مميزاته، باعتباره اقتصاد يقوم على أصول الشريعة الاسلامية؟
لدراسة موضوعنا ارتئينا تقسيمه إلى: 

المطلب الأول: مفهوم الاقتصاد الإسلامي وخصائصه
المطلب الثاني: مبادئ وأسس الاقتصاد الإسلامي_
________________________
الهوامش :
[1] -شوقي أحمد دنيا –قبس الهدى القرآني في المجال الاقتصادي، الطبعة الثامن عشر، مكتبة البنين قسم الدوريات، قطر، سنة 1985، ص 174.
[2] -ناصر مراد، المحور I مفهوم ومنهج الاقتصاد الاسلامي، عنوان المداخلة: مبادئ ومنهج الاقتصاد الاسلامي، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، سنة 2006، جامعة البليدة، ص 5.
[3] - نفسه، ص 5.
[4] - سورة النحل، الآية 19
[5] -أورده شوقي أحمد دنيا، مرجع سابق، ص 179.
[6] -محمد شوقي الغنجري، الوجيز في الاقتصاد الاسلامي ، الطبعة الأولى، دار الشروق، سنة 1993، ص 9.
[7] - سورة إبراهيم، الآية من 32-34.
[8] -ناصر مراد، مرجع سابق، ص 6.
[9] - سورة الحديد الآية 7.
[10] -شوقي أحمد دنيا، مرجع سابق، ص 181.
[11] - ادريس جويلل، المحاضرة الأولى، الاقتصاد الاسلامي، جامعة مولى اسماعيل، مكناس 2020.
[12] - أحمد مندور، النظم الاقتصادية المقارنة، دون ذكر الطبعة، جامعة عين شمس، الصفحة 12.
[13] - عيسى عبده، الاقتصاد والاسلامي مدخل ومناهج، الطبعة الأولى، المطبعة مكتبة الاقتصاد الاسلامي، القاهرة ،2003، ص 17.
[14] -نفسه، ص 17.
[15] رحماني سناء، محور 1 مفهوم الاقتصاد الاسلامي، عنوان المداخلة مبادئ الاقتصادي، جامعة محمد بوضياف، دون ذكر السنة، ص 3.
[16] سناء رحماني، م س، ص 5.
[17] سورة البقرة، الآية 275.
[18] نجاح عبد الحليم أبو فتوح، مدخل إلى الاقتصاد الاسلامي، دون ذكر الطبعة كلية البنات الاسلامية، جامعة الأزهر ،2003، ص 26.
[19] سورة الحديد، الآية 7.
[20] ناصر مراد، م س، ص4.
[21] - سناء رحماني، م س، ص 5.
[22] - نفسه.
[23] - سورة الحج، الآية 78.
[24] - سورة الأنعام، الآية 82.
[25] سورة الأعراف، الآية 96.
[26] سنن ابن ماجة، الجزء 1 مطبعة دار أمان الكتب العربية دون ذكر الطبعة 207-275، ص178.
[27] سورة المائدة الآية 120.
[28] - سورة النحل الآية 71.
[29] - سورة الحديد الآية ،04.
[30] -سورة الأنفال 27
[31] - ناصر مراد، م س،ى ص 4.
[32] - نفسه
[33] - نجاح عبد العليم أبو الفتوح
[34] - أنور الجندي، دراسات إسلامية المعاصرة، بيروت، منشورات المكتبة العصرية ،1982، ص3.
[35] - محمد باقر الصدر، ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي، تونس، مطبعة الطباعة الحديثة )دون تاريخ، ص36.
[36] - عبد الحميد الغزالي، الإنسان أساس المنهج الإسلامي في التنمية الاقتصادية، القاهرة، الرسالة للطباعة والنشر )دون تاريخ(، ص 7.
[37] قطاف يمينة صهر أن فاطمة، م س، ص 34.
[38] - قطاف يمنية، صهر أن فاطمة: دور الاقتصاد الإسلامي في تكريس التنمية المستدامة، نموذج ماليزيا" مذكرة لنيل شهادة الماستر، شعبة العلوم السياسية، تخصص سياسات عامة وتنمية بجامعة مولاي الطاهر سعيدة، كلية الحقوق والعلوم السياسية 2017/2018، ص 33.
[39] - دلال بن طبي، وظائف السياسة المالية في الاقتصاد الإسلامي، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية تخصص: نقود وتمويل بجامعة محمد خيضر بسكرة كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية، قسم العلوم الاقتصادية 2003/2004، ص7.
[40] - محمد شوقي الفنجري، المذهب الاقتصاد الإسلامي، ط 2، القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1986، ص26.
[41] دلال بن طبي، م س، ص7.
[42] - نفسه، ص7.
[43] - مرتضى ظهري، الاقتصاد الإسلامي، "ترجمة لجنة الهدى"، ط 1993، دار البلاغة، بيروت، لبنان، ص197.
[44] - سورة الأعراف، الآية 10.
[45] - سورة هود، الآية 61.
[46] - سورة الرحمان، الآية 10.
[47] - مرتضى ظهري، الاقتصاد الإسلامي، م س، ص 197-198.
[48] - والقيمة العادلة هي نقيض القيمة الرائدة كالربا أو القيمة الناقصة كبخس الناس أشيائهم من مال وعمل، والسوق هي التي تحقق القيمة العادلة لذلك منع الإسلام كل تعامل من شانه أن يدخل خللا على السوق مخل تلعب الركبان والشراء منهم قبل دخولهم إلى السوق.
[49] سورة البقرة الآية 275.
[50] علال الخياري، الاقتصاد الإسلامي ،1988، المدارس، الدار البيضاء ص 56.
[51] سورة المائدة الآية 3.
[52] سناء ألحماني، م س، ص 10-09.
[53] قطاف يمينة صهران فاطمة، م س، ص 28.
[54] علة مراد، الجودي محمد علي، الاقتصاد الإسلامي، قراءة مفاهيمية تأصيلية، دون ذرك الطبعة والسنة، ص 10.
[55] محمد باقر الصدر، اقتصادنا، الطبعة الثانية، بيروت، دار الكتاب اللبنانية 192، ص279-280.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -