علاقة الإقتصاد الإسلامي بعلوم الشريعة الإسلامية

عرض بعنوان: علاقة الإقتصاد الإسلامي بعلوم الشريعة الإسلامية PDF

علاقة الإقتصاد الإسلامي بعلوم الشريعة الإسلامية PDF

مقدمة :
جاء الإسلام منذ أربعة عشرة قرنأ كرسالة سماوية عالمية خاتمة، تعالج حياة البشر في مختلف نواحيها روحية كانت أو مادية. فلم يكن الإسلام مجرد عقيدة دينية، وإنما هو أيضا تنظیم سیاسی و اجتماعي واقتصادي للبشر كافة، كما لم يكن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام نبيا مادية فحسب، ولكنه كان أيضأ حاكما منفذة. وهذا ما يعبر عنه باصطلاح أن الإسلام دين ودنيا، أو أنه عقيدة وشريعة. حيث قال الله تعالی :"اليوم اکملت لکم دینکم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" وهذا يعني أن الدين تام جامع مانع ملم بكل مناحي الحياة فما ترك صغيرتا ولا كبيرتا الا بين حكمها بتفصيل او على وجه عام حث قال تعالى "ما فرطنا في هذا الكتاب من شيء" فلم يأتي الإسلام شأن الديانة اليهودية رسالة خاصة لفئة معينة، ولا شأن الديانة المسيحية لمجرد الهداية الروحية شعارها ان اعطي ما القيصر لقيصر، وما لله لله وإنها جاء كخاتم الأديان السماوية ، الصيما متكام لكافه البشر في مختلف نواحي حياتهم العقائدية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في الإسلام 3 بالرغم من حداثة هذا المصطلح إلا أن قضايا وموضوعات الاقتصاد الإسلامي قديمة، بل ارتبط ظهورها بظهور الشريعة الإسلامية التي حرم الربا والإحتكار ونظمت عمليات التبادل كما أقر الملكية الفردية والجماعية وجعلت لكل منهما حدودا، ولهذا فقد بحث العلماء المسلمون كثيرا من القضايا الاقتصادية 4.
ولكن ظل البحث في هذه القضايا والمسائل مرتبطة إلى حد كبير بالعلوم الأخرى مثل الفقه والتفسير والحديث ، وتركزت جهود العلماء المسلمين الأوائل في بيان حكم الإسلام في المعاملات المالية أو استظهار الحلول الإسلامية فيما يعرض لهم من مسائل و مشکلات اقتصادية ، ومع ذلك فقد وجدت كتابات مستقلة لبعض الفقهاء تعنى بالجانب المالي مثل كتاب الخراج لأبي يوسف يعقوب
بن إبراهيم وكتاب الاكتساب في الرزق المستطاب لمحمد بن الحسن الشيباني، وكتاب الخراج ليحي بن آدم القرشي ، وكتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام والتي تضمنت بعضها إلى جانب القضايا الفقهية إشارات وتحليلات اقتصادية ، بل إن كتاب الخراج لأبي يوسف وإن كان يبدو كتاب يهتم بتنظيم الإسلام لجباية الخراج وإنفاقه إلا أنه في حقيقته خطة للإصلاح المالي والاقتصادي بهدف رفع مستوى الإنتاج في الأمة الإسلامية وتحقيق التنمية الاقتصادية 5.
ثم بعد ذلك ظهرت كتابات العلماء المسلمين تضمنت أيضأ التعرض لبعض القضايا الاقتصادية مثل النقود، فهذا أبو حامد الغزالي يتكلم في كتابه إحياء علوم الدين عن صعوبات المقايضة وأهمية النقود ووظائفها، وهذا أبو الفضل جعفر بن علي الدمشقي الذي عاش إلى أواخر القرن السادس الهجري يتكلم في كتابه الإشارة إلى محاسن التجارة عن العديد من المسائل والقضايا الاقتصادية مثل الحاجات وتقسيم العمل وصعوبات المقايضة و النقود والأسعارها.
وفي القرن السابع والثامن الهجريين نجد أن كتابات ابن تيمية وابن القيم قد تضمنت أفكار اقتصادية فيما يتعلق بالنقود والأسعار على سبيل المثال ، وفي أواخر القرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع جاء ابن خلدون الذي ضمن كتابة المقدمة الكثير من الأراء والتحليلات المتعلقة بالمسائل الاقتصادية مثل تقسيم العمل والأسعار والنقود والعرض والطلب وتقسيم السلع إلى ضرورية وكمالية، ويعتبر ابن خلدون بحق أول من تحت القضايا والمسائل الاقتصادية وفق طابع تحليلي، حيث درس بعمق البواعث والعوامل ذات الطابع الاقتصادي التي يخضع لها سلوك الأفراد والجماعات .
وفي الفترة نفسها ظهر المقريزي الذي نجد له كلاما واسعا حول النقود والأسعار في كتابه إغاثة الأمة بكشف الغمة الذي بحث فيه أسباب غلاء المعيشة في مصر وأرجع ذلك إلى سوء التدبير والفساد الإداري وكذلك كثرة النقود المتداولة .
تلك هي أهم إسهامات علماء المسلمين في العصور المتقدمة في بحث ودراسة المسائل والقضايا الاقتصادية، وهناك غيرها الكثير. ويلاحظ على تلك الإسهامات أنها لم تكن في إطار علم مستقل بل جاءت متصلة ببحوث أولئك العلماء في علم التفسير والحديث والفقه والعقيدة من هنا تظهر الأهمية البالغة للعلاقة القائمة بين علوم الشريعة الاسلامية والاقتصاد الاسلامي وهذ الأهمية لها تجلیان اولهما على المستوى النظري والذي يتبلور في كثرت تناول الفقهاء المسلمين لهذا الموضوع .
واهمية عملية تفرض نفسها في كون الاقتصاد الاسلامي يمثل النظام الأكثر عدلا على الإطلاق.
وتنبثق عن هذه الأهمية مجموعة من الأسئلة الفرعية من قبيل : ماذا تعلم علوم الشريعة بنسبة الاقتصاد الإسلامي وماهي طبيعة العلاقة القائمة بينهما ؟
وما هي الاثار المترتبة عن هذه العلاقة ؟
وهذه التساؤلات الفرعية تقودنا إلى اشكالية محورية حول طبيعة العلاقة القائمة بين الاقتصاد الاسلامي و علوم الشريعة والثأر المترتبة عنها ويمكن صياغتها كتالي:
الى أي حد يمكن اعتبار علوم الشريعة إطارا عاما للإقتصاد الاسلامي؟ وفي محاولة للإجابة على هذه الاشكالية يمكن اعتماد التصميم التالي:

المطلب الأول: مظاهر العلاقة القائمة بين علوم الشريعة والاقتصاد الإسلامي 
المطلب الثاني: أثار العلاقة بين الاقتصاد الاسلامي و علوم الشريعة
__________________________
لائحة المراجع :

+ المصادر:

- القرآن الكريم 

الكتب:

- علال الخياري، الاقتصاد الإسلامي، دون ذكر الطبعة، مطبعة شركة النشر والتوزيع الدار البيضاء، دون ذكر السنة.
- منصور إبراهيم التركي، الاقتصاد الإسلامي بين النظرية والتطبيق دراسة مقارنة، طبعة الأولى، مطبعة المكتبة المصرية الحديثة، سنة 1967.
- صالح حسن الفضالة، الدلائل الاقتصادية في القران و السنة النبوية، ط الأولی، مطبعة الإنجاز الفني و الطباعة الرباط، سنة 2004.
- تقي الدين النيياني النظل الاقتصادي في الإسلاط السادسة مطبعة دار الأمة بيروت سنة 2003.
- يوسف القرضاوي، دور القيم والأخلاق في الإسلام ط الأولى مكتبة وهيبة القاهرة 1995.
- محمود شاكر، اقتصاديات العالم الإسلامي الطبعة السادسة المكتب الإسلامي الطباعة والنشر 1988. و الجرحاني التعريفات، الطبقة الأولى دار الكتب العلمية بيرت 1983 ص 28
- محمد الشوكاني، ارشاد الفحول الى تحقيق الحق في علم الأصول الطبعة الأولى دار الكتاب العربي بیرت و199 .
- محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في علم أصول الفقه الاسلامي الطبعة الثانية دار الخير للطباعة والنشر دمشق 2006.
- نجاح عبد العليم أبو الفتوح، مدخل الى الاقتصاد الإسلامي الطبعة الأولى مكتبة قطر الوطنية 2003.
- يوسف إبراهيم، المنهج الإسلام في التنمية الاقتصادية دار الكتاب الجامعي دون ذكر السنة.
- يوسف إبراهيم يوسف، النظام الاقتصادي الإسلامي الطبعة الرابعة مطبعة الرسائل الدولية مصر سنة 200.
- ابن العربي، احكام القران مطبعة عسى الحلبي القاهرة 1923 .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -