عرض بعنوان: المبادئ العامة للقانون الدولي الجنائي PDF
مقدمة :
ليكون القانون فعالا في أي مجتمع من المجتمعات ينبغي أن يقترن بجزاء يطبق على مخالفيه ، وذلك شأن القانون الدولي ، غير أن الجزاءات في هذا الأخير لم تعد تقتصر على تلك الموقعة على الدول فتطور القانون الدولي في حد ذاته كشف عن حقيقة مفادها أن الأفراد أو الأشخاص الطبيعيين هم المسؤولون الحقيقيون عن الجرائم التي يرتكبونها مساسا بالسلم والأمن الدوليين ، وبذلك تجاوز القانون الدولي فكرة معاقبة الدول إلى معاقبة الأفراد مباشرة ، ونشأ بذلك فرع مستقل من القانون الدولي هو القانون الدولي الجنائي ، وبالرغم من حداثة هذا القانون إلا أنه استطاع أن يتجاوز الصعوبات القانونية المتعلقة أساسا بمبدأي السيادة و إقليمية القانون الجنائي ، لكن ذلك لا يعني أن الفرد قد صار شخصا من أشخاص القانون الدولي ، فحتى هذه اللحظة لا يمكن اعتباره إلا شخصا من أشخاص
المسؤولية الدولية لا غير.
وقد تجسد مبدأ المسؤولية الدولية الجنائية للفرد من خلال محاكمات نورمبرغ وطوكيو بداية 1945 وعمل الأمم المتحدة على استخلاص المبادئ في هذه المحاكمات وتدوينها 1946 ، واتجه المبدأ إلى الاستقرار أكثر من خلال الاتفاقيات المعقودة في إطار الأمم المتحدة والمتعلقة بالتعاون الدولي لتسليم مجرمي الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتجريد أفعالهم من الصبغة السياسية واستبعاد بقية العوائق التي تحول دون تعقبهم.
وكان لمحاكمة يوغسلافيا ورواندا في مطلع التسعينيات من القرن الماضي أثر بالغ الأهمية على ترسخ المبدأ والعمل به كجزء من قواعد القانون الدولي واجبة الإحترام.
وغداة قيام المحكمة الدولية الجنائية الدائمة على إثر مؤتمر روما الدبلوماسي عام 1998 أصبح المبدأ مسلمة من المسلمات القانون الدولي فاتحا بذلك المجال الانطلاقة فعلية للقانون الدولي الجنائي .
وغداة قيام المحكمة الدولية الجنائية الدائمة على إثر مؤتمر روما الدبلوماسي عام 1998 أصبح المبدأ مسلمة من المسلمات القانون الدولي فاتحا بذلك المجال الانطلاقة فعلية للقانون الدولي الجنائي .
1- التطور التاريخي للقانون الدولي الجنائي :
وللقانون الدولي الجنائي جذور تاريخية يربطه الفقه الجنائي بواقعة أسر ملك بابل ملك يودا وقام بمحاكمته وطنيا وعاقبه بالإبعاد ، كما يرجع بعض الباحثين إرهاصات القانون الدولي الجنائي إلى المحاكمات التي جرت في صقلية في القرن الخامس قبل الميلاد وانطلاقا من العصور الوسطى بدأت تبرز الأفكار تبرز المنادية بضرورة بعث هيئة قضائية تابعة لدول المنتصرة في الحروب العادلة لمحاكمة أمراء ورعايا الدول المسلمة عن الأضرار التي تتوها، ومن أبرز المنادين فيتوريا وسواريز.
وفي العصر الحديث وجدت فكرة القضاء الدولي الجنائي صداها في إطار جهود الهيئات العلمية كجمعية القانون الدولي المنشأة في بروكسيل 1873 والتي وضعت مشروعا لإنشاء محكمة دولية جنائية والإتحاد البرلماني المنشأ في 1888 الذي قام بدراسات حول إجرام الدول وأقر بعض مبادئ القانون الدولي الجنائي والجمعية الدولية للقانون الجنائي المنشأ 1924 والتي انصب عملها على وضع مشروع قانون عقوبات دولي بغية الوصول إلى فكرة واضحة لقانون جنائي عالمي مع تنسيق قواعد الإجراءات والتحقيقات الجنائية.
2- أهمية الموضوع :
تكمن أهمية الموضوع من الجانب الشخصي انه موضوع جديد ، لم يتطرق إليه من قبل ولم يتم حتى التفصيل فيه وقد حاولت قدر المستطاع رغم الصعوبات التي واجهتني في البحث الخاره بمجموعة الغابات أو دهون المتعلقة بهذا البحث ، وحسبنا انفصل فيها كما يلي :
- معرفة الأسس التي تبنى عليها المحاكمة في القضاء الدولي الجنائي و كيف تقوم المحكمة بردع المجرمين من الإفلات من العقاب ومحاسبتهم عن الجرائم الدولية التي مارسوها على المضطهدين و الضعفاء في العالم .
- معرفة الأسس التي تبنى عليها المحاكمة في القضاء الدولي الجنائي و كيف تقوم المحكمة بردع المجرمين من الإفلات من العقاب ومحاسبتهم عن الجرائم الدولية التي مارسوها على المضطهدين و الضعفاء في العالم .
- معرفة المبادئ الأساسية التي كرستها محكمة الجنائية الدولية وذلك من اجل اجراء محاكمات عادلة وذات مصداقية من خلال احترام مبدأ الشرعية.
- تشجيع الدول للانضمام إلى النظام الأساسي للمحكمة والمصادقة عليه اذا كانت هذه الأسس واضحة ولاو جدبها لبس و من خلال ذلك تسعى الدول أولا : بالانضمام كما سبق الذكر، و ثانیا : بتعديل المنظومة القانونية الداخلية لتتماشى مع هذه المبادئ، مثل : عدم الاعتداد بالحصانات للرؤساء والقادة العسكريين.
3- الإشكالية :
المعالجة هذا الموضوع سنتطرق للإشكالية الجوهرية التالية: ما مدى نجاعة القواعد القانونية الموجودة في إرساء قضاء دولي جنائي عادل ؟
تتفرع من هذه الإشكالية التساؤلات التالية :
- ما هي المبادئ الأساسية التي أدرجتها المحكمة الجنائية الدولية في نظامها الأساسي ؟
- هل تخضع هذه المبادئ للشرعية القانونية ؟
- ما هي المبادئ الأساسية التي أدرجتها المحكمة الجنائية الدولية في نظامها الأساسي ؟
- هل تخضع هذه المبادئ للشرعية القانونية ؟
- ما هي مسؤولية الفرد في القضاء الدولي الجنائي ؟
وللاجابة عن الاشكالية ننه ستقوم البحث إلى:
المبحث الأول : الاساس القانوني لمبادئ القانون الجنائي الدولي
المبحث الثاني : مظاهر المبادئ العامة للقانون الجنائي الدولي
---------------------------
لائحة المراجع :
- احمد بشارة موسی، المسؤولية الجنائية الدولية للفرد دار هومه الجزائر 2009 .
- احمد سيف الدين، الاتجاهات الحديثة للقضاء الدولي الجنائي، ط 1 ، منشورات الحلبي الحقوقية لبنان،
- أشرف عبد العزيز الزيان ، المسؤولية الدولية لرؤساء الدول، دار النهضة العربية، القاهرة 2011
- باية سكاكني، العدالة الجنائية الدولية و دورها في حماية حقوق الإنسان، دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع 2004
- خالد طعمة صعفك الشمري، القانون الجنائي الدولي ( مفهوم القانون الجنائي الدولي ومصادره المسؤولية الجنائية الدولية الجريمة الدولية و انواعها نظام تسليم المجرمين القضاء- ... الجنائي الدولي)، ط 2 ، الكويت، 2005
- خالد مصطفى فهمي، المحكمة الجنة الدولية (النظام الأساسي للمحكمة و المحاكمات
- السابقة والجرائم التي تختص المحكمة بنظرها)، ط 1 ، دار الفكر الجامعي، مصر،. 2011
- سہیل حسن الفتلاوي ، القضاء الدولي الجنائي، ط 1 ، دار الثقافة، عمان ،.. 2011
- عبد الفتاح بيومي حجازي، المحكمة الجنائية الدولية، دار الفكر الجامعي،. 2004 ع
- بد القادر علي القهوجي، القانون الدولي الجنائي، منشورات الحلبي الحقوقية الطبعة الأولى بيروت. 2001
- عصام عبد الفتاح مطر، القضاء الجنائي الدولي (مبادئه قواعده الموضوعية و الاجرائية ) دار الجامعة الجديدة 2008