مفهوم المال في الشريعة الإسلامية

عرض بعنوان: مفهوم المال في الشريعة الإسلامية PDF

مفهوم المال في الشريعة الإسلامية  PDF

مقدمة :
يعد النظام الاقتصاد الإسلامي أسلوبا اقتصاديا مستمدا من الدين الإسلامي بشموليته وجميع خصائصه بحيث يتم توجيه استخدام الموارد من أجل توفير حاجيات الأفراد الضرورية و الحاجية والتحسينية ومراعات المصالح العامة والخاصة على سواء .
ويعرف نظام الاقتصاد الإسلامي أيضأ بأنه نظام مرتبط بالعقيدة والأخلاق الإسلامية ، يحتوي على مجموعة من الإرشادات التي تساهم في التحكم بالسلوك الاقتصادي ، وتحديدا في مجالات الادخار والإنفاق ، بعد أن تم دراسة المشكلة الاقتصادية تبين أن جوهرها هو الندرة النسبية للموارد، فلو توفرت الموارد بالقدر الذي يحتاجه الإنسان لإشباع حاجاته لما كانت هناك مشكله اقتصادية ، إذا أن الحاجات التي يحسها الإنسان بعضها تتوفر وسائل الإشباعها في الطبيعة بكميات يمكن للأفراد الحصم علي دون جهد أو بدون مقابل مادي مثل الهواء والشمس إلا أن هناك حاجات ليست كذلك ، أي أن الوسائل التي تقدمها الطبيعة لا تصلح بصورتها الأولية لإشباع مثل هذه الحاجات ، ولا بد من إجراء بعض العمليات عليها أي تحويلها من حالة إلى أخرى لكي يستطيع الإنسان استعمالها.
و المال هو كل ما يتملك وينتفع به. ولا يمكن تصور أن تقوم حياة الناس في هذا العالم بدون المال. فالمال هو عصب الحياة واساس التقدم والرقي في المجتمعات . 
فهذه المجتمعات المتقدمة تقدمت بحكم امتلاكها للأموال والثروات أما المجتمعات المتأخرة فقد تأخرت بحكم افتقارها للأموال والثروات.
والاسلام نظر نظرة خاصة إلى المال واعطى المال ما يستحقه من العناية والاهتمام . وإذا أردنا أن نلخص أسس الإقتصاد الإسلامي نجد أنها تقوم على أفراد الملك الحقيقي لله سبحانه وتعالى، أي أن المال في الأساس هو ملك لله سبحانه وتعالى وهذا ركن أساسي في العقيدة الإسلامية، وكذلك أن الله سبحانه وتعالى قد استخلف الانسان في الأرض ومكنه من تملك الأشياء ، ومبدأ الإستخلاف يفهم منه أن ملكية الفرد هي ائتمان له على المال الذي في حوزته . ولذلك وجب عليه أن يتصرف بالمال وفقا لإرادة المالك الأصلي.
اضافة إلى توسيع مجالات الكسب . 
حيث لم تقصر الشريعة الاسلامية في مجالات الكسب على باب من الأبواب وانما توسعت في مجالات الكسب لتشمل كل كسب ناجم عن نشاط الإنسان في العمل وغيره ، وذلك بشرط أن يكون مجال الكسب مشروعا لا يتجاوز الى التعدي على حقوق الآخرين وما عدا ذلك يكون كسبا مشروعا.
واخيرا توزيع الثروة حيث لم يهتم الاسلام بكسب المال فقط وانما اهتم ايضا في توزيع المال في المجتمع فرتب حقوقا في الأموال وعلى المسلم اداء هذه الحقوق وذلك عن نفس راضية .
ومنه تظهر أهمية الموضوع محل الدراسة و التحليل، فعلى المستولى النظري نجدها تتمثل في كثرة الكتابات و النقاشات الفقهية، أما الأهمية العملية فتتجسد في أن المال من بين أسس الإقتصاد الإسلامي و من الدعامات التي يقوم عليها، لذا تناولته الشريعة الإسلامية في تنظيمه وبيان أحكامه وكيفية التصرف فيه عن طريق الإستثمار فيه و تنميته وكدا طرق المحافظة عليه.
من هذه الأهمية يصبح مشروعا الحديث عن إشكالية لدراسة الموضوع، نوردها على الشكل الاتي:
كيف نظر الإسلام إلى المال من خلال بيان أحكامه وطرق التصرف فيه و المحافظة عليه ؟
هذه الإشكالية تنبثق عنها العديد من الأسئلة الفرعية تتمثل في:
ما هو المال من المنظور الإسلامي ؟ 
وما موقف الإسلام من المال ؟ 
ما هي منهجية الإقتصاد الإسلامي في الحفاظ على المال ؟
كيف نظمت الشريعة الإسلامية طرق المحافظة على المال ؟
ولتحليل الموضوع سنعتمد التصميم التالي: 

المطلب الأول: الأحكام العامة للمال 
المطلب الثاني: كسب المال و التصرف فيه
_______________________
لائحة المراجع :

- ابن نجيم، البحر الرائق شرح كنز الدقائق مطبعة دار الكتاب الاسلامی.ط2
- ابراهيم فؤاد احمد على الموارد المالية في الإسلام، د ط، د مط 
- طاهر حيدر حردان؛ الاقتصاد الإسلامي؛ المال . الربا . الزكاة . دار وائل للنشر؛ ط الأولى؛ 1999 عمان
- طه محمد فارس؛ ضوابط کسب المال في الشريعة الإسلامية؛ د مط؛ د ط؛ 2015 
- محمود شتلوت؛ الإسلام عقيدة وشريعة؛ م ط دار الشروق د ط
- محمد سعيد محمد البغدادي، المال العام و أحكامه في الفقه الإسلامي، مطبعة دار البصائر
- عبد الله دراز: الموافقات في أصول الفقه، مطبعة دار المعارف۔ بيروت.ط1
- على بن محمد بن حبيب البارودي؛ أدب الدين والدنيا؛ د مط؛ د ط؛
- علي محيي الدين القرداغي: المدخل إلى الاقتصاد الاسلامي ، دارسة تأصيلية مقارنة بالاقتصاد الوضعي. دار النشر الاسلامية. ط2
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -